أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعم بلاده للتحقيقات التي تقوم بها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا)، حول مزاعم استخدام المنشطات المنظم بين الرياضيين الأولمبيين.
وقال بوتين، خلال مؤتمر صحفي أجراه يوم الجمعة، 20 مايو/أيار، في منتجع البحر الأسود بمدينة سوتشي: “أعتقد أنه إذا كانت هناك أي شكوك فيجب استبعادها, وقد أبلغت وزارة الرياضة وجميع الهيئات والمؤسسات الحكومية الروسية بضرورة تقديم كل أشكال العون لمفتشي الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات لتسهيل عملهم”.
وتقوم الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (الوادا) بالتحقيق في المزاعم المثيرة التي نشرتها صحيفة النيويورك تايمز مع الرئيس السابق للمختبر الروسي لمكافحة المنشطات جريجوري رودشينكوف, إضافة إلى المزاعم التي أوردها الموظف السابق في الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات فيتالي ستيبانوف.
وقد أعطى رودشينكوف, الذي هرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية, مزيداً من التفاصيل حول الحملة المنظمة لاستخدام المنشطات بما في ذلك بين حاملي خمسة عشرة ميدالية خلال دورة الألعاب في سوتشي, وكذلك تورط وزارة الرياضة وهيئة الأمن الاتحادية.
وأضاف بوتين: “لكن هذه التحقيقات بمزاعم تعاطي الرياضيين الروس للمنشطات التي تحسن من الأداء الرياضي تأتي على خلفية القيود ذات الدوافع السياسية ضد بلادنا” مشيراً بذلك إلى العقوبات الغربية بسبب أوكرانيا. وأضاف رجل الكرملين القوي: “ويحدوني الأمل بأن إجراءات الوكالة العالمية غير مرتبطة بهذا الأمر بأي شكل من الأشكال”.
وأفاد ممثلو الإدعاء يوم الخميس الماضي أنهم قد بدؤوا تحقيقاً حول مزاعم استخدام المنشطات من قبل رياضيين شاركوا في دورات الألعاب الأولمبية في بكين, و لندن وسوتشي, وأنهم سوف يطلبوا مزيداً من المعلومات من الوكالة الدولية. وقد جاء هذا الإعلان بعد تصريح اللجنة الأولمبية الدولية بفشل 31 رياضي من (12) دولة بفحوصات الكشف عن المنشطات بعد إجراء اختبارات جديدة على عينات تم جمعها خلال دورة الألعاب الأولمبية في بكين 2008. وفي هذا الوقت, تسعى روسيا جاهدة لإصلاح برنامجها لمكافحة المنشطات والذي يعاني من الفضائح وفي الوقت المحدد وذلك لمنافسة نجومها في سباقات المضمار ضمن أولمبياد الريو في أغسطس القادم.
وكان الاتحاد الدولي لألعاب القوى قد أوقف روسيا بشكل مؤقت في نوفمبر بعد تقرير اللجنة المستقلة الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات المثير الذي أفاد بوجود أدلة حول تورط الدولة في رعاية استخدام المنشطات وكذلك الفساد الجماعي في رياضات ألعاب القوى الروسية. وسينظر الاتحاد الدولي لألعاب القوى بمشاركة روسيا ضمن دورة ألعاب الريو وذلك ضمن اجتماع استثنائي للمجلس في فيينا الشهر القادم.
وقد جاء هذا البيان بعد دعوة رئيس الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات السير كريغ ريدي, لروسيا بضرورة إعطاء العاملين في الكشف عن المنشطات الحرية الكاملة في الوصول إلى الرياضيين داخل ما يسمى “المدن المغلقة” (وهي المناطق التي تقيد فيها السلطات الروسية حركة الأجانب نظراً لأنها تمثل موطن أجهزة الأمن الوطنية), حيث خاطب السير ريدي وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو بعد أسبوعين من قيام هيئة الأمن والاستخبارات الروسية بتهديد مسؤول ألماني في الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات بالترحيل عند محاولته إجراء الكشف على رياضي بارا أولمبي في مدينة تريوخكورني المغلقة, وذلك حسب تقرير صحيفة التايمز اللندنية. وصرح السير ريدي للصحيفة بأن “مثل هذه التصرفات غير مقبول على الإطلاق, ويجب ضمان الوصول الكامل إلى المدن المغلقة”.
وكان السير ريدي, الذي قوبل بالكثير من الانتقاد في بعض وسائل الإعلام لانتهاجه موقفاً ليناً تجاه موسكو حول القضية, قد أفاد بتلكؤ روسيا في تحسين وتطوير نظامها في مكافحة المنشطات واستبعد إمكانية التزامها بحلول ألعاب الريو الأولمبية التي ستنطلق في شهر أغسطس.
“علينا أن نعمل بشكل حازم مع المشاكل التي لا تنتهي في روسيا”
” أعتقد أنه من المستبعد أن تمتثل روسيا بحلول الألعاب الأولمبية. وقد يستغرق تنفيذ خارطة الطريق التي وضعناها سنتين إذا جرت بهذا المعدل”. أضاف السير ريدي.